Explore
Also Available in:

احذر! إن ”بَقّ الفراش“ يقاوم … على ما يبدو!

بقلم:
قام بالترجمة: reasonofhope.com) Jack Kazanjyan)

bed-bugs

زعم باحثون في جامعة سيدني الأسترالية بأن بَقّ الفراش [ويعرف بقمل الفراش] يُطَوِّر هيكل خارجي [قشرة، أو غلاف البدن] أكثر سماكة في محاولة ”لمقاومة“ المبيدات الحشرية المصممة لمكافحته: ”وجدوا ، أن البعض من بَقّ الفراش قد طوَّر طبقة سميكة من الكيتين. وهي الطبقة شبه الصدفيّة أو الهيكل الخارجي المتواجد على البقّ الصغير الذي يمتص الدماء. فتلك الدفاعات الإضافية توفِّر للقمل درعاً اضافياً مُحَسَّناً. حيث تبيَّن أن المقاومة هي في القشرة الخارجية “1

الآن فلنتخيَّل مجموعة من بقّ الفراش في منزل أو فندق. فكما في أية مجموعة من الكائنات الحيّة سنجد درجة من التباين في بعض الصفات [السِمات]. فالبعض سيكون أكبر بقليل، البعض أصغر، والبعض الآخر سيمتلك قشرة إما رقيقة أو عادية أو أسمك. وبعد رشّها بالمبيد الحشري، سيكون لدى ذوي القشرة السميكة الفرصة الأكبر في النجاة، ولدي ذوي القشرة العاديّة والرقيقة فرصة أكبر للموت. فمن الطبيعي بأن أولئك الذين يمتلكون قدرة أكبر على البقاء، في المتوسط، سينتجون ذرّية أكثر. وبعد عدّة أشهر يتزايد التعداد من جديد فنقوم برشّهم بالمبيد. ومن جديد، أصحاب القشرة السميكة سينجون. وفي نهاية المطاف، ستتواجد لدينا مجموعة كبيرة يهيمن عليها البقّ ذو القشرة السميكة. وبالرغم من عدم فناء الصفات الأخرى للقشرة (العادية والرقيقة) إلا أنها ستصبح نادرة جداً لدرجة أن جميع البقّ تقريباً سيمتلك قشرة سميكة وبالتالي سيصبح المبيد الحشري عديم الفائدة. هذا مثال على الإنتقاء الطبيعي. ويتفق معظم الناس على أنه أمر منطقي.

bed-bug-nymph
بقّ الفراش [في طَور] الحورية (الإسم العلمي Cimex lectularius)

يَعتَقد الكثيرون أن الإنتقاء الطبيعي هو الآليّة المسؤولة عن التطوّر، إلا أنه يَتوجّبُ علينا أن نأخذ بعين الإعتبار أنه مصطلح من صنع الإنسان كما سبق ووَضّحنا أعلاه. كما أننا في الحقيقة عاينّا تغيراً في مجموعة بقّ الفراش، إلا أنه بعيد كل البعد عن تطور الجزيئات إلى إنسان. وإليك الأسباب:

  1. إن استعمال المبيد الحشري يستطيع فقط ’إنتقاء’ بين ما هو موجود بالفعل في المجموعة. فالسِّمة كانت موجودة قبل استعمال المبيد.
  2. ليس فقط أن الإنتقاء الطبيعي عاجز عن انتاج أي شيء جديد، بل بالحريّ يتسبب في المحصّلة بفقدان المعلومات الجينيّة. فإن استمرت العملية لفترة كافية، فسيتم فقدان سمات القشرة العاديّة والرقيقة من مجموعة البقّ.
  3. إن نوعيّة التغيرات الملاحظة ليس لها أية علاقة بالتطوّر. فالتطوّر يتطلّب عدد هائل من المعلومات الجديدة والقيِّمة القادرة على الارتقاء بالكائن البسيط [الأقلّ تطوراً] إلى كائن متطوّر أكثر تعقيداً. ولا بدَّ من اختراع جينات بأكملها، ويجب أن تنشأ مسارات استقلابية [سلسلة من التفاعُلات الكيميائيّة] جديدة من نقطة الصِّفر، كذا يجب أن تظهر أعضاء جديدة (كالأيدي أو مُقَلْ العيون) من العدم. هذا مثال تقليدي عن الإنتقاء الطبيعي فقط (هذه التغيُّرات شكليّة بسيطة وليست جوهريّة). فلا يمكنه أن يقدم ما يتطلبه تطور الجزيئات إلى إنسان.

وبما أن لا شي جديد قد تم اختراعة [إضافته]، فبقُّ الفراشِ بقي على حاله، بقَّ فراشٍ، وسيبقى دائماً بق فراش، حتى وإن قرر العلماء في النهاية منحه اسماً ’جديداً’.

الطُّعم والبديل

يحاول أنصار التطوّر الإدعاء أن هذه النوع من التحولات [التقلبات في السمات] في المجموعة هي دليل على التطوّر، ولكوننا نلحظ هذه التغيّرات، فإن الكثيرين سَيُضَلَّلون ويعتقدون بأن التطوّر هو حقيقة. لكن الخلقيين أيضاً يقبلون حقيقةَ أن الأنواع (هذا مصطلح آخر من صنع الإنسان) تتغيَّر بمرور الوقت. ومع هذا، فإن الإنتقاء الطبيعي عاجز عن أن يكون دليلاً للتطوّر. فمثال بقّ الفراش هذا ليس أكثر من ’تكاثر تفاضلي’. حيث أن أولئك الذين يتمتعون بأفضلية البقاء على قيد الحياة سيمرِّرُون معلوماتهم الوراثية إلى الجيل التالي أكثر من أولئك الذين لا يتمتعون بهذه الميزة. هذا كله ليس إلا من تدبير الله. فالله خلق ’أنواع’ مختلفة (التكوين ١) من المخلوقات. وكان ولايزال متوفراً كمية كافية من المعلومات المحتواة في حمضها النووي تسمح لها بالتكيّف والبقاء في البيئات المختلفة التي وُجِدَت سواء كان ذلك بعد السقوط [في الخطيئة] أو بعد الطوفان في جميع أنحاء العالم.

تُعَدُّ القدرة على التكيُّف من العلامات المميزة للتصميم وهي شهادة على التألّق المبدع للإلهنا الخالق. لكن البشر (المخلوقين على صورة الله) قد أُعطوا أيضاً قدرات خلّاقة. فلنأمل أن يستخدم شخصٌ ما تلك القدرة التي وهبها الله لإيجاد طريقة أفضل للسيطرة على تفشّي بقّ الفراش!

مراجع

  1. Spears, T., Bedbugs are getting harder to kill, and researchers may have figured out why, news.nationalpost.com, 14 April 2016. عودة إلى النص.