Explore
Also Available in:

مجموعة من الحقائق تُكشف من خلال دراسة تحلل جثث التماسيح

كيف يساعد تَحلُّل جثث التماسيح على تأكيد عنصر مهم من السرد التاريخي للكتاب المقدس

بقلم:
قام بالترجمة: reasonofhope.com) Jack Kazanjyan)

Arco images GmbH / Alamy Stock PhotoCrocs-down-under
تمساح المياه المالحة الأسترالي بالغ والمعروف باسم تمساح مصبات الأنهار.

دراسة حديثة تناولت تحلل جثث التماسيح في المياه تحمل تطبيقاً مهماً يتعلق بتحجر المستحاثات.1

لقد كان هدف الباحثين الذين قاموا بالدراسة هو الوصول إلى فهم أفضل للعمليات التي تحدث للهيكل العظمي للجثث في المرحلة التي تلي تَحَلُّل الأجزاء الطرية [كالأنسجة] وتأثيرها، مثالاً على ذلك، النسبة التي ستتبقى من الهيكل العظمي دون أن تتحلل، وكيفية تموضع البقايا (أي وضعية ترتيب العظام بعضها بقرب بعض كما كانت أثناء الحياة).

على سبيل المثال، ان تم العثور على عظم الساق أو عظم الفخذ بعيداً عن مكان الحُقّ (مفصل الورك)، حينئذٍ يُعتبر ذلك الجزء قد تفكّك (أي أنَّه مٌنفَصِل). أما بالنسبة للهيكل العظمي المُتَحجِّر الذي تكون عظامه متفرّقة يُعتَبَر مفصول بالكامل.

لقد تم اختيار التماسيح على اعتبار أنها تتواجد بحالة متحجرة في مختلف أنحاء العالم، وغالباً ما تكون متموضعة بحالة ممتازة قرب بعضها وكذلك تكون مكتملة.

بغرض اتمام هذه التجربة، تم اتخاذ ثمانية من تماسيح المياه المالحة الأسترالية، تماسيح مصبات الأنهار، حيث تم وضعها في مستوعب للمياه العذبة. وهي من أكبر السحالي الحية، والتي يمكن أن تصل إلى أحجام كبيرة، لكن من أجل اتمام هذه التجربة تم استخدام تماسيح يافعة.

وقد تمت المعالجة من خلال ثلاثة طرائق مختلفة لتقييم كيفية تأثير كل من معدّل الدفن [النسبة التي تُدفن من الجثة] والزمن المستغرق للدفن على عملية التحلل.

  1. تم دفن جثتين بطريقة فورية تحت ٢٠ سم (٨ إنش) من حبيبات الرمال الناعمة، لمحاكاة الدفن السريع.

  2. تم السماح لثلاثة جثث ”بالانتفاخ والطفو“ دون أي تغطية إلى أن غرقن بعد عدة أسابيع. وفي ذلك الوقت تمت تغطيتهن بطبقة سماكتها ٢٠ سم من حبيبات الرمال الناعمة، وذلك لمحاكاة الدفن المتأخر.

  3. ثلاثة من الجثث لم تتعرض للدفن في أي مرحلة من المراحل.

بعض النتائج المثيرة للإهتمام

Sabena Jane Blackbird / Alamy Stock Photocrocs-skeleton

ان جميع جثث التماسيح اللاتي تعرضن للمعالجة بحسب الطريقتين الثانية والثالثة قد انتفخن وطفون إلى سطح الماء خلال مدة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أيام، وقد بقيت طافية لمدة ٣٢ يوماً بالمتوسط. وهذا يُظهر السرعة التي يتوجب أن يتم دفن الجثة بعد الوفاة ليتم الحفاظ عليها بشكل جيد.

في نهاية التجربة وبالنسبة للجثث اللاتي تعرضن للمعالجتين الثانية والثالثة ”…معظم الهيكل العظمي المحوري والأطراف الأمامية والخلفية كانت إما منفصلة جزئياً أو مفصولة بشكل كامل“2

كانت الطبقة من حبيبات الرمال الناعمة التي تبلغ سماكتها ٢٠ سم، والتي تم استخدامها بدايةً في دفن جثث التماسيح المستخدمة في طريقة المعالجة الأولى غير كافية لإبقاء إحدى الجثث مدفونة، حيث أنها ”انتفخت وطفت“ في اليوم الثاني عشر ونجحت بالانفلات من تلك الطبقة الرقيقة (وقد تم إعادة دفنها في اليوم التالي).

ان التماسيح التي تم دفنها بشكل فوري، وبشكل مغاير للتماسيح الأُخرى قد حافظت على وضعيتها، وبشكل عملي يمكن القول أنها قد حافظت على ملامحها [أي أنه يمكن التعرف عليها].3

بالاعتماد على هذه النتائج، خلص مقدموا البحث الى ان ”…الحفاظ على هياكل عظمية واضحة المعالم… ينتج غالباً من خلال الدفن السريع“،4 كما ان الحفاظ على معالم [الهيكل العظمي] إنما هي ”… ذات احتمالية ضعيفة في ان تَنتُج من خلال التحلل في بيئة مائية راكدة [ضعيفة الطاقة].“ كذلك، ”…ان منع الجثة من ان تطفو الى السطح يزيد من إحتمالية الحفاظ على معالمها.“2

بالنظر إلى ان احد التماسيح المغطاة بحسب المعالجة الاولى قد ”انتفخ وطفى“ إي انه قد تحرر بعد ان دفن، استنتج الباحثون أيضاً ”ليس ان عملية الدفن يجب ان تكون سريعة بما فيه الكفاية لكي تحدث قبل ان تبدأ الجثة بالانتفاخ فقط (اي قبل ٤ أيام…)، بل ويجب ان تشتمل على كمية كافية من الرواسب التي تعمل على إبقاء الجثة مدفونة بالرغم من الطاقة الناتجة عن الغازات الداخلية التي تدفعها الى الأعلى“ (تاكيد على هذه النقطة).5

وبالتالي فإنه من أجل الحصول على هياكل عظمية كاملة متحجرة ومحفوظة بشكل جيد، يجب أن تتعرض بدايةً إلى الدفن السريع الذي يحميها من الحيوانات القمّامة، كما يجب أن تكون الرواسب التي تغطيها عميقة بما فيه الكفاية لحمايتها من أن تتعرض للتنقيب من الحيوانات القمَّامة، وثقيلة بما فيه الكفاية لتمنع الجثة من أن تطفو كنتيجة للغازات المتراكمة داخلها ”وتنفلت“ إلى السطح.

ومع ذلك، فإنه في الظروف الراهنة، من أين يمكن الحصول على الرواسب اللازمة لتغطية جثث التماسيح؟ فإن الترسب الكثيف لأكثر من 20 سم من الرواسب إنما هو نادر الحدوث و/أو إنما هو محدود في المدى؛ وحتى ان هذا العمق إنما هو غير كاف على ما يظهر من التجربة السابقة. وسيكون هنالك حاجة للمزيد من الرواسب لدفن حيوانات ذات أحجام أكبر بكثير من التماسيح اليافعة [التي استخدمت].

.Reprinted from ref. 1, p. 115 with permission from Elseviercarcasses
مجموعة من الصور التي تبين المراحل التي مرت بها احدى الجثث التي تمت معالجتها وفق الطريقة الثالثة والتي سُمحَ لها ”بأن تنتفخ وتطفو“ والتي لم تتعرض للدفن إنما تحللت في محيط مائي راكد.

يقدم الباحثون بدائل أُخرى لدفن الجثث بطريقة سريعة. حيث يقولون أنه من الممكن أن الجثّة قد تعلق بأحد جذوع الأشجار(!). ومن ثم فانها تتعرض للانتفاخ على اليابسة، ومن ثم بعد ذلك تقع في المياه بطريقة ما. وقد تؤدّي المياه الباردة إلى الحد من انتفاخ الجثث، إلا أن هذا لا يفسر كيفية إفلات الجثة من الحيوانات القمَّامة التي تسكن المنطقة. بالرغم من ذلك، فقد أظهرت التجارب أنه حتى في ظل الظروف السيئة للأوكسجين ومع تأمين الحماية من الحيوانات القمَّامة، فإن جثث الأسماك غير المدفونة قد تفككت في غضون أسبوع.6 ان هذه البدائل لا يمكن أن تقدّم تفسيراً للكم الهائل من الأحفوريات العائدة إلى التماسيح والمخلوقات الأُخرى المنتشرة حول العالم، كما هو الحال في حوض كارو في جنوب أفريقيا (حوالي نصف مليون كيلومتر مربّع).

بعد مرور أكثر من سبعة عقود اشتملت على مراقبة حركة الترسبات على مستوى العالم، أدرك العلماء ومنذ فترة طويلة بأن الترسبات المتاحة غير كافية للأحافير المنتشرة على مستوى العالم. الترسبات تحدث في الأنهار والبحيرات ومصبات الأنهار والبحيرات المالحة والبيئات البحرية في جميع أنحاء العالم. وقد تحدث الترسبات أيضاً خلال العواصف الصغيرة والأحداث الكارثية النادرة. ومع ذلك، فإن كميات الترسبات التي نتجت في أي من هذه البيئات، لم تكن بالقدر الكافي لدفن أعداد كبيرة من الحيوانات على مساحات كبيرة.

ومع ذلك، فأنه يوجد حدث كارثي من شأنه أن يقوم بتوفير الكميات اللازمة من الترسبات. ”وَتَعَاظَمَتِ الْمِيَاهُ كَثِيرًا جِدًّا عَلَى الأَرْضِ، فَتَغَطَّتْ جَمِيعُ الْجِبَالِ الشَّامِخَةِ الَّتِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ.“ (تكوين ٧: ١٩). ان الطوفان الذي يتم وصف أحداثه في سفر التكوين من شأنه أن يؤدي بدايةً إلى إحداث حَتّ للمساحات الطبيعية القائمة، وإنتاج كميات هائلة من الرواسب، ثم ايداع وترسيب مئات الأمتار من الرواسب في أجزاء كثيرة من الأرض ودفن كلَّ حياة بداخلها.

بالنسبة للعدد الأكبر من المخلوقات - وليس جميع المخلوقات - كانت عملية الدفن سريعة وكانت التغطية كاملة، وهي الشروط التي حددها الباحثون باعتبارها ضرورية لإتمام عملية تحجر تَحافظ على إمكانية التعرف على ملامح المخلوق [لم تنفصل أطرافه]. لذا يتوقع المرء أنه بالإضافة إلى بعض الهياكل العظمية المتحجرة بوضعية جيدة تُمكِّن من الحفاظ على ملامحها، فإن الهياكل العظمية التي تفككت ستكون عالية الوفرة - وهو والأمر الذي نجده في الواقع.

المزيد لأخذه بعين الاعتبار

تبعاً للظروف المرافقة وطبيعة الرواسب، فإنه من المتوقع ألّا تحتفظ البقايا الأحفورية للحيوانات المدفونة بطريقة سريعة بجميع الخصائص التي ستُفقد [وتَتَحلَّل] بشكل أكبر فيما لو تمت التغطية بطريقة بطيئة وتدريجية. على سبيل المثال، الدمغة الناتجة عن الأنسجة الرخوة (الجلد والعضلات والريش والشعر وما شابه ذلك.) وهذا أيضاً هو ما نجده، وبما أن الأحافير قد دفنت منذ بضعة آلاف من السنوات فقط، فمن المنطقي أن يتم اكتشاف وجود خلايا طرية غير متحللة. أشياء مثل خلايا الدَّم، والهيموغلوبين، والبروتينات الأُخرى التي لا تزال موجودة في بعض الأحافير، بما في ذلك الديناصورات التي من المفترض أنها تعرضت للانقراض منذ أكثر من ٦٥ مليون سنة مزعومة.

وبالنظر إلى أن هذا هو ما نعثر عليه في الواقع، فإنه لا يجب أن يكون من الصعب أن ننسب السجل الأحفوري إلى الطوفان العالمي الذي يتم وصفه بالتفاصيل في نص سفر التكوين من الكتاب المقدس.

مراجع

  1. Syme, C.E. and Salisbury, S.W., Patterns of aquatic decay and disarticulation in juvenile Indo-Pacific crocodiles (Crocodylus porosus), and implications for the taphonomic interpretation of fossil crocodyliform material, Palaeogeography, Palaeoclimatology, Palaeoecology 412:108–123, 2014. عودة إلى النص.
  2. Syme and Salisbury, ref. 1, p 120. عودة إلى النص.
  3. Syme and Salisbury, ref. 1, p 116. عودة إلى النص.
  4. Syme and Salisbury, ref. 1, p 119. عودة إلى النص.
  5. Syme and Salisbury, ref. 1, p 121. عودة إلى النص.
  6. Garner, P., Green river blues; creation.com/green-river-blues, especially ref. 8. عودة إلى النص.