Explore
Also Available in:

نسبة تركيز النيكل تشير إلى حداثة عُمر المحيطات

بقلم:
قام بالترجمة: reasonofhope.com) Jack Kazanjyan)

nickel-iron-crystals
يتواجد في بعض النيازك نسبة كبيرة من النيكل. تظهر بلورات الحديد والنيكل في هذا القسم المصقول من أحد النيازك. يحدث هذا التبلور عند ارتفاع درجة حرارة النيزك بفِعل سرعته القصوى والحرارة الناتجة عن الاحتكاك [بجزيئات] الهواء عند دخول الغلاف الجوّي للأرض، حيث ”يحترق“ كنيزك. ثم بعد ذلك يبرد ببطء مما يسمح للبلورات بالتشكّل.

إن المحيطات غنيَّة بالكثير من المعادن المختلفة. والأكثر شهرة بينها هو الملح (كلوريد الصوديوم)، ولكن يوجد غيره الكثير. وفي الكثير من الحالات، نجد أن الكميات التي تدخل المحيطات هي أكبر من الكميات التي تخرج. وبالتالي فإن الكميات الإجمالية تتعاظم، مما يعني أنه بالإمكان أن معرفة الزمن المستغرق للوصول إلى النسبة الحالية. في الحقيقة، إن الحسابات المُتَعلِّقة بالصوديوم تُشير إلى أن عُمر المحيط لا يتجاوز ٦٢ مليون سنة، أي أنه أحدث بكثير من مليارات السنين المطلوبة للتطور.1,2 كل هذه التقديرات تتطلب منا وضع افتراضات حول ما حدث في الماضي. وفي حين أننا حريصون على مراعاة كل العوامل الممكنة، فإن الحقيقة [الثابتة] هي أننا لا نستطيع العودة إلى الماضي لإجراء القياسات ومراقبة ما يحدث.

النيكل في المحيط

تبين أن معدن النيكل (Ni) هو الآخر يشير إلى حداثة سِنّ المحيطات. فالكميات الصغيرة من النيكل هي ضرورية للحياةـ في حين أن المستويات العالية تكون سامّة. والمستوى الحالي المتواجد هو ٠,٢٢٨ – ٠,٦٩٣ PPB (جزء في المليار).3 يمكن تحديد معدل دخول النيكل إلى المحيطات من خلال دراسة المياه العذبة، التي تشير إلى أن نسبة النيكل المذاب في المياه ”النقية“ تتراوح بين ١-٣ PPB (جزء في المليار).4 في حين أن المياه في المناطق الصناعية لديها نسبة تركيز أعلى من النيكل، سيتم استخدام الرقم الأدنى لهذا الحساب.

يقدَّر حجم المياه في المحيطات بنحو ١٣٣٨ مليون كم٣ (٣٢١ مليون ميل٣) ومعدل جريان الأنهار سنوياً [كمية المياه العذبة التي تدخل إلى المحيطات] بحدود ٤٧٠٨٠ كم٣ (١١٣٠٠ ميل٣).5

لذلك فإنه من الممكن تقدير عمر المحيطات من خلال تحديد مقدار تدفق النيكل إلى المحيط بشكل سنوي ثم اجراء حساب لعدد السنوات اللازمة للوصول إلى مستويات النيكل الحالية. الناتج الأقصى لعمر المحيطات هو ٦٥٠٠ سنة (انظر الجدول أدناه). وبالاعتماد على وجود نسبة ابتدائية (ومقدار الجريان الإضافي الناجم عن فيضان نوح) فقد يكون العمر أقل من ذلك بكثير. كما يُعتمد على على اذا ما كان أي نيكل قد فُقد [استُخرج] من المحيط (هذا ما سننظر فيه لاحقاً) بالإضافة إلى عوامل أخرى.

age-flow-into-oceans

وللإبقاء على محيطات صِحّية، حدَّدَت المملكة المتحدة الحدّ البيئي الأقصى لتركيز النيكل بـ ٣٠ PPB (جزء في المليار).6 وسيتم الوصول إلى الحد المذكور من خلال كميات النيكل التي تضاف دورياً [في الوقت الراهن] إلى المحيطات في غضون ٨٥٠٠٠٠ سنة فقط. هذا يشير إلى أن المحيطات لا يُمكن أن تكون أقدم من مليون سنة دون التصادم مع سُمَيَّة النيكل وتأثُّر الحياة البحرية بذلك.

النيكل المفقود [المُتَسَرِّب] من المحيط

إن الحسابات المذكورة في الجدول أعلاه تفترض عدم استخراج النيكل من المحيط. وهذا الإفتراض ليس صحيحاً تماماً. إذ يوجد في قاع المحيطات كتل معدنية تُسَمَّى عُقيدات المنغنيز (بشكل كريات)، تتكون بالغالب من المنغنيز والحديد. وتحتوي أيضاً على معادن أُخرى بما في ذلك النيكل. ويُظهر تحليل هذه العُقيدات إلى أنها تحتوي على ما بين ١,٢٥٪ و ١,٥٪ من النيكل، ويُقَدَّر وجود ٥٠٠ مليار طن متري في قاع البحر.7 وهكذا يُصبح السؤال، كم يبلغ عدد السنوات التي ستحتاج إليها الأنهار، في حال ذهب كل النيكل إلى هذه العُقَيدات بدلاً من المحيط. الجواب هو ١٣٣٠٠٠ سنة (انظر الجدول). لذا فعلى الرغم من أن هذه العُقَيدات تحتوي على الكثير من النيكل، إلا أن هذا غير كافي لمنع البحر من أن يُصبح سامّاً على مدار بضعة ملايين من السنوات.

nickel
سنتيمتر مكعب من النيكل، بجوار عُقَيدة النيكل المستخدمة في عملية التنقية لاستخراج النيكل

هل من الممكن أن يكون النيكل قد انتهى إلى مكان آخر؟ يدَّعي علماء الجيولوجيا (المؤمنين بقِدَم عُمر الأرض) أن الصفائح التكتونيّة ’بحسب الزمن الجيولوجي‘ ستقوم بدفن [طَمْر] رواسب قاع البحر إلى مناطق [طبقات] أعمق في [الطبقة السفلية للأرض المدعوة] الوِشاح. لذلك فإنه من الممكن أن يكون قد تم إزالة النيكل من بيئة المحيطات. إلا أن العمر المقبول لأرضيات المحيطات التي قد تكون دُفِنَت [أُبعِدَت إلى طبقات أدنى] لا يزيد عن ٢٠٠ مليون سنة.8 وبالتالي فهذا لا يعتبر كافياً لإزالة النيكل من العقيدات التي في قاع البحر،ذلك بالمقارنةً مع كميات النيكل التي تدخل إلى المحيطات.

وبالتالي فإن مستوى النيكل في المحيط يقدِّم إشارة إلى محيط حديث العهد، وبالتالي أرض حديثة العهد أيضاً. وعلى الرغم من أن النيكل يتجمع ضمن العقيدات المتجمعة في قاع المحيطات، إلا أن هذا ليس كافٍ لتثبيط ارتفاع منسوب سُمَيَّة النيكل في مياه البحر. علاوة على ذلك، فإن [مُعدل] دفن النيكل من قاع المحيطات ليس بالسرعة الكافية لإزالة مستويات مرتفعة من النيكل. ومن هذا التحليل، فإننا نتوجه إلى الاستنتاج القائل بأن المحيطات إنما هي حديثة العهد.

لاحظ أن هذا التخمين للعمر، كما هو الحال مع كافة تخمينات العُمر، إنما هو مبني على افتراضات لما حدث في الماضي. يمكننا إجراء قياسات وملاحظات دقيقة في الحاضر. إلا أننا لا نمتلك قابلية الوصول إلى الماضي لإجراء القياسات والملاحظات المتعلقة بالعوامل التي نحتاج إليها. وبالتالي، فنحن مُقيَّدون بالتخمينات، بغضّ النظر عن عدد العوامل التي نأخذها بالحسبان، سيوجد دائماً احتمال حدوث شيء آخر لا ندركة قد يكون مؤثراَ على الزمن الذي قُمنا بحسابه.

ما معنى هذا؟

من المهم ملاحظة أننا لا نحاول ’إثبات‘ العُمر هنا، بدلاً من ذلك، إن عمر الأرض قد ثَبَت [لدينا] من خلال روايات شهود العيان التاريخية في الكتاب المقدس.9 وعلى النقيض من ذلك، نجد فكرة مليارات السنين مبنيةً على افتراضات أنصار التطور ذات الوتيرة الموحَّدة (uniforitarianism)[هذه النظرة مبنية على تخمين أن الأحداث التي نعاينها في عصرنا الراهن هي مشابهة للأحداث التي جرت في الماضي]. حيث أنهم يفترضون عدم وجود خَلقْ أو طوفان عالمي، بالتالي فالعمليات الجيولوجية الحالية تكون كافية لتفسير الماضي.

تُشَكِّل كميات النيكل في المحيطات أحد الأمثلة على أن الافتراضات ذات (الوتيرة الواحدة) الخاصّة بأنصار التطور كافية لتقويض إيمانهم بِقدم العمر (ملايين السنين).10

aqueous-solution
 لون مختلف مركبات النيكل الثنائي في محاليل مائيّة من اليسار إلى اليمين: +Ni(NH3)6]2+, [Ni(en)3]2+, [NiCl4]2-, [Ni(H2O)6]2].

مراجع

  1. Sarfati, J., Salty seas: Evidence for a young earth, Creation 21(1):16–17, 1998; creation.com/salty. عودة إلى النص.
  2. Austin, S.A., and Humphreys, D.R., The sea’s missing salt: a dilemma for evolutionists, Proceedings of the Second International Conference on Creationism, Vol. II, pp. 17–33, 1990. عودة إلى النص.
  3. To be precise, µg/litre (micrograms per litre), which is used in the calculation, but PPB is very close. Source: WHO Europe, Air Quality Guidelines for Europe, Second Edition, Chapter 6.10 Nickel, p. 162, 2000; euro.who.int. عودة إلى النص.
  4. Baralkiewicz, B., and Siepak, J., Chromium, nickel and cobalt in environmental samples and existing legal norms, Polish Journal of Environmental Studies 8(4):201–208, 1999; pjoes.com. عودة إلى النص.
  5. Shiklomanov, I., World fresh water resources: in: Gleick, P.H., (ed.), Water in Crisis: A Guide to the World’s Fresh Water Resources, Oxford University Press, New York, 1993; cited in water.usgs.gov/edu/earthwherewater.html, accessed 23 November 2015. عودة إلى النص.
  6. Cole, S., Codling, I.D., Parr, W., and Zabel, T., Guidelines for Managing Water Quality Impacts within UK European Marine Sites: Appendix B, Nickel, WRc Swindon, p. 186, 1999. عودة إلى النص.
  7. Parada, J., Feng, X., Hauerhof, E., Suzuki, R., Abubakar, U., The deep sea energy park: Harvesting hydrothermal energy for seabed exploration, The LRET Collegium 2012 Series, Vol. 3, University of Southampton, p. 8, 2012. عودة إلى النص.
  8. Luyendyk, B.P., Oceanic crust, Encyclopaedia Britannica, britannica.com/science/oceanic-crust, accessed 3 December 2015. عودة إلى النص.
  9. Cosner, L., كيف يعلِّم الكتاب المقدس أن عمر الأرض يقرب من ٦٠٠٠ عام؟ Creation 35(1):54–55. عودة إلى النص.
  10. Batten, D., Age of the earth: 101 evidences for a young age of the earth and the universe, creation.com/age, 4 June 2009. عودة إلى النص.