Explore
Also Available in:

التطُّور، عمر الأرض، والتجديف

نعم، توجد علاقة مباشرة بينهم!

بقلم:
قام بالترجمة: reasonofhope.com) Jack Kazanjyan)

123rf.comblasphemy

يظهر عنوان هذه المقالة مُستَفِزّاً، أليس كذلك؟ وربما يُمكن القول أنَّه مُتَطَرِّفٌ أيضاً. إنَّ اقتراح عنوان مشابه لهذا، بالنسبة لمعظم المسيحيِّين، قد يبدو أمراً مُروِّعاً، وربما مُسيئاً. ومع ذلك، فإنه يوجد رابط بين كل من التطور وعمر الأرض مع التجديف، أنا على ثقة أنه عند ملاحظة هذا الرابط، سيكون واضحاً للغاية.1

للأسف، فإن العديد من المسيحيّين والكنائس في العالم الغربيّ قدموا تنازلات [بقبول الآراء غير الكتابية] القائلة بِقِدَم عُمر الأرض وذلك ليَوسَموا بأنَّهم ”مُتَحرِّرين“، و”مواكبين للعِلم“، وحاولوا في الوقت ذاته أن يُكَيِّفوا الكتاب المقدس في ضوء نظرية التطور و/أو مليارات السنين. كان في تفكير حاملي هذه الأفكار، أنهم ومن خلال هذا التَكيِيف يحفظونَ الكنيسة من العُزلة. ويُنظر من خلال هذا النمط من التفكير إلى (المؤمنين بحداثة الأرض) الخلقيّين على أنهم المشكلة، حيث أنهم يُعيقون تقدّم الكنيسة من خلال تخلُّف، وتحجُّر، ”وأُصوليَّة“، نظرتهم للعالم التي توصف بأكثر صراحة على أنها ”مُحرجة“. من المؤكد إذاً أنَّ إتهام أولئك الذين يحتفظون بموقف مؤيّد لقدَم عمر الأرض بالـ ”التجديف“ هو موقف متطرّف لاتخاذه أليس كذلك؟ لكن عندما يُقدّم هذا الموضوع في ضوء الكتاب المُقَدَّس، تصبح الصِّلة بين النظرة التطوُّرِيّة إلى العالم،”الأرض البالغة القِدَم“، مع التجديف أمراً صارخاً واضحاً.

توصيل النقاط من التطور إلى التَّجديف

حدث أمرٌ مؤخراً أسهم في إدراكي للمشكلة ومكنَني من رؤية الرابط بشكل أوضح مما كنت أراه سابقاً. وقد جاء هذا الإدراك كنتيجة لحضور اجتماعٍ كنسيّ، حيث كان طبيبٌ يلقي خطاباً بعنوان: ”هل العلم والمسيحية في حالة صراع؟“، وقد تمَّ تقسيمَهُ إلى قسمين، الأول يتناول العلم (الذي وافقت عليه بشكل عام)، والقسم الثاني كان حول ”الصراعات“ ”العلمية“مع المسيحيّة، الأمر الذي أختلف معه بشدّة.

التشكيك في الكتاب المقدس ويسوع

كان القسم الثاني من الخطاب إشكالياً للغاية. حيث إن ذات العلماء والعملية العلمية التي قام بتقديمها ببلاغة على أنها قابلة للخطأ والتلاعب في القسم الأول، أصبحت الآن مُعيَّنة على أنها المعيار النهائي الذي من خلاله يجب أن نُقَيِّم الكتاب المقدس! وبدون الدخول في تفاصيل أي دليلٍ، صرّح ببساطة أن عُمرَ الأرض هو ملياراتٌ من السنوات، وأن الأحافير قد أثبتت ذلك، كما أن التطور قد حدث (من خلال المزج بين الإنتقاء الطبيعي والتطوّر). لم يكن هناك من ذكر للكيفيّة التي تتأثر بها وجهة نظر الباحثين إلى العالم مع طريقتهم في تفسير البيانات التي يُحقِّقُون بها. وقال: إن سِتّةَ أيّامِ الخَلق، آدم وَحَوَّاء، وطوفان نوح، إنما هي أمورٌ يجب أن تُفهَّم على أنها مجرّد أمثال من العهد القديم، لتعلّمنا الحقيقة الأخلاقيّة. وإلّا - هكذا جادل الطبيب - كيف لنوح أن يضع كل ”تلك الملايين من الأنواع على متن الفُلك؟“ (لكن انظر الرابط)2 وبالطريقة ذاتها، مفسَّراً، التي قام يسوع بالتعليم من خلال الأمثال، بحسب المتحدث، التي لم تكن تاريخية أو حرفيّة ـ إنما قيلت بغرض تقديم ”الحقائق اللاهوتية“. فإن كان يسوع قد فعل ذلك، لماذا لا يستطيع كُتَّاب العهد القديم أيضاً؟ (انظر الرابط)3

recycle-old-errors

خلال الوقت المُخَصَّص للأسئلة، طرحت على المُتحدث سؤالاً حول كيف يمكنه إقحام ملايين السنين من الموت قبل خطيئة آدم، في حين نجد أن بولس الرسول يقول أنه قبل أن يُخطئ آدم لم يكن هنالك موت أو إراقة دماء أو معاناة.4 لم يُقَدِّم ردّاً واضحاً. في الحقيقة، قد قال: ”أنا لا أعرف“. سألته أيضاً أين يرسم حدود سلطة الوحي المقدَّس – كون العلماء المُعاصرين يخبروننا بأن الخلق ذو الستة الأيام وطوفان نوح هي أمور مستحيلة فيزيائياً، كما أن ذات العلماء بنظرياتهم سيخبروننا بأن العذارى لا يلدنَ، ولا يمكن أن يتحوَّل الماء إلى نبيذ ـ ولا يقوم الرجال الموتى؟ مرّة أُخرى، يبدو أن هذه الأسئلة كانت في الجانب المعتم الذي لم ينظر نحوه.

في نهاية الإجتماع، توجهت إلى المتحدث لمخاطبته بشكل شخصيّ وسألته مجموعة من الأسئلة التي عَمِلَت على بلورة القضية برمتها في ذهني (وربما في ذهنه أيضاً). حيث قمت بالإشارة إلى أن يسوع حين ناقش خلق الإنسان (متى ١٩: ٤-٥) وطوفان نوح (متى ٢٤: ٣٧-٣٩؛ لوقا: ١٧: ٢٦-٢٧)، تحدث عن هذه الأحداث على كونها حقائق تاريخية، وليس على أساس أمثال.5 فإن أخبرنا العلماء المُعاصرين أن هذه الأحداث لم تَقَع، ألا يضعنا هذا في مشكلة حول مصداقية تعليم يسوع؟ فكان ردُّه لأن يسوع كان ”يتكلّم بحسب معارف زمانه“. فسألت، ”هل كان يسوع على خطأ إذاً؟“هذا على ما يبدو قد سبب له نوعاً من الإحراج إذ أنَّه أجاب، ”حسناً، إن كنت تُفَكِّرً هكذا فأنت لم تفهم أية كلمة مما قُلتُ!“

الإدراك

ثم اتضح لي: إذا كان الناس ثابتين على أفكارهم، فإن الإيمان بعمر قدم للأرض والتطوّر يدفعهم في النهاية إلى القول بأن يسوع كان على خطأ! لقد آمن يسوع بآدم وَحَوَّاء تاريخيَّين [حقيقيَّين]، اللذان كانا بداية الخليقة (مرقس ١٠: ٦) في الْيَوْمَ السادس من أسبوع الخلق وليس في نهاية حقبة امتدَّت لمليارات متعددة من السنوات، اشتملت على الموت قبل خلق آدم وسقوطه في الخطيئة. ويسوع آمن أيضاً بطوفان عالمي وبوجود شخصيّة تاريخية اسمها نوح. فإن كانت هذه مجرَّد أساطيركما اقترح المتحدِّث المذكور، فإن يسوع كان على خطأ في تعليمه! لكن البعض قد يجادل،6 بأن يسوع قد ”أخلى نفسه“ عن لاهوته، وبالتالي كان محدوداً بمعرفة عصره؟ إلا أن يسوع قد قال بوضوح، ”تَعْلِيمِي لَيْسَ لِي بَلْ لِلَّذِي أَرْسَلَنِي.“ (يوحنا ٧: ١٦، راجع. يوحنا ١٤: ٢٤).

فإن كان هنالك من شكٍّ متبقٍّ، هذا ما قاله يسوع في (يوحنا ١٢: ٤٩): ”لأَنِّي لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ نَفْسِي، لكِنَّ الآبَ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً: مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ.“ بكلمات أخرى، هذا يعني إن كان يسوع على خطأ، فكذلك يكون الله الآب، وهكذا افتراض إنما هو تجديف صريح وواضح! فالقول بأن الله قادر على الخطأ، أو يستطيع أن يقول اكاذيب هو عملٌ من أعمال التجديف، كذلك القول بأن يسوع علَّم أخطاء أو كذب هو أيضاً تجديف. الكتاب المقدس يعلن بوضوح بأن ”الله لا يستطيع أن يكذب“ (انظر العدد ٢٣: ١٩؛ ١صموئيل ١٥: ٢٩؛ رومية: ٣: ٤؛ العبرانيين ٦: ١٨؛ ٢تيموثي ٢: ١٣؛ تيطس ١: ٢).

وبالتالي، فإن محاولة التوفيق بين الكتاب المُقَدَّس و”العلم“ (بمعنى إضفاء الطبيعة الأسطورية) هو تسوية خطيرة. فمحاولة التوفيق القسري لرسالة الكتاب المقدس التاريخيّة مع ادعاءات العلوم الطبيعية هي ببساطة كالقول بأن الله قد كذب وأن يسوع إنما كان على خطأ. صراحةً، ليس من المهم عدد الألقاب والرسائل التي يحملها الشخص بعد اسمه (و CMI لا تفتقد الشهادات العلمية العالية و المؤهلات)، هذا لا يعطي أي شخص الحق بالتجديف!

لا شيء جديد تحت الشمس

إن الفكرة القائلة بأن يسوع كان ”رجل زمانه“، وبالتالي فهو قادر على أن يكون مخطئاً، قد وُجدت لأول مرَّة في تعاليم آريوس في القرن الرابع الميلادي (ويطلق عليها علماء اللاهوت الهرطقة الآريوسية أو النيقاوية [نسبةً إلى نيقيا المدينة التي دُحضت فيها]).7 وهذا الموقف مبني على سوء فهم للكلمة اليونانية ’إيكينوسين ekenōsen‘، التي تصف يسوع بأنَّه ”أخلى“ نفسه، والموجودة في فيليبي ٢: ٦-٧. وسياق هذه الآية واضح للغاية. فهي تشير إلى الموقف المتواضع التي اتخذه المسيح فيما يتعلق بمكانته وسلطانه اللذان له بلاهوته كشيء لا يستخدمه لمصلحته الخاصَّة – كنموذجاً لنا في التواضع. عندما اتخذ يسوع طبيعتنا البشرية أذلَّ نفسه حتى الموت على الصليب. يسوع أخلى نفسه من مجده السماوي [مجد لاهوته] باتخاذه للطبيعة البشرية. وعلينا أن نُبقي يوحنا ١: ١-١٤ في الحُسبان، فالْكَلِمَةُ الذي صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، كان الكلمة الله – فيه حلَّ كل ملء اللاهوت جسدياً! فلم تكن تلك الحالة تقول أن ”الكلمة تَجرَّد من صفته اللاهوتية وصار جسداً“ (انظر النقاش).

على أيَّة حال، إن الحجّة الفاصلة للنقاش هي ما قاله المسيح القائم من بين الأموات، ولا أحد يجادل بأن يسوع بعد قيامته قد أبقى على محدوديته [التي ارتضاها بأخذه جسد بشريتنا]، لأنه قد عاد إلى الآب السماوي. وعلى الطريق إلى عمواس، كان المسيح القائم من بين الأموات قد أكَّد كتابات موسى (لوقا ٢٤: ٢٧)، وهو موسى نفسه الذي كتب عن الخلق الذي استغرق ستة أيام، وعن آدم وحواء، والطوفان العالمي ونوح.8

الإصلاح الجديد لـ ”ستيف تشالك“، يعيد تدوير الأخطاء القديمة

en.wikipedia.orgSteve-Chalke
القس المعمداني البريطاني، ومؤسِّس منظمة الواحة الخيريّة، ستيف تشالك

في الآونة الأخيرة، تم الترويج لفكرة اعتبار يسوع ”رجل زمانه“ إلى جانب كُتَّاب الوحي الآخرين، وبأن الكتاب المُقَدَّس قابل للخطأ، وذلك من قِبَل تشالك في كتابه الجديد ”95 Theses“، وقد نُشر على موقع يوتيوب. وبالإشارة إلى الإبادة الجماعية، يُسمَّي موسى ”مفكّر من العصر البرونزي المتأخر [الذي] يضع كلمات ذلك العصر وأخلاقه على فمّ الله “9 وبحسب تشالك فإن الكتاب المُقَدَّس يحتوي على ”وجهات نظر متعارضة وحتى متناقضة“. ويستمر قائلاً: ”إن أخذ الكتاب المُقدَّس على محمل الجّد ليس بذات الشيء كأخذه بشكل حرفيّ [وإن ذلك هو نوع] من الفشل في أن يكون واضحاً فيما يتعلق ببعض الأمور، الأمر الذي أدى إلى بعض من التشويش الضخم فيما يتعلّق ببعض الآيات الكتابية، على سبيل المثال، قصص الخلق في سفر التكوين أو نوح والفُلك الذي بناه“. الأسباب التي يقدمها تشالك، ”أن لاشيء من الكتاب المقدس قد تمَّ إملاؤه بشكل حرفي من الله مباشرةً؛ وفي الوقت عينه تحمل كتاباتهم بصمات بعض القيود والمفاهيم المُسَبَّقة المحدودة بوقتهم وثقافتهم“10

إذاً لدينا هنا التالي: ”سلطان الوحي [الكتاب] المُقدَّس أصبح خاضعاً لتفكير الناس حينما يتعلق الأمر ب”العلم“. فإن كان كُتّاب الوحي المُقَدَّس ، موسى تحديداً، مُخطئين في نظرتهم للتاريخ – تحديداً فيما يتعلق بأحداث الخلق والطُوفان - يمكن حِينَئِذٍ أن نقول أن يسوع أيضاً كان على خطأ إذ أنَّه أيَّد ذلك التعليم المُختَصّ بتاريخ الأرض. ليس ذلك فقط، بل أن الآب السماوي للمسيح سيكون متورطاً في هذا التعليم الخاطئ إذ أنه سمح لابنه بتعليم هذه الأكاذيب. وهذا تجديف. كما أنَّ يسوع نفسه قد أخبر عن عدم إيمان أولئك الذين لم يقبلوا كلمته عندما قال: ”إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟“ (يوحنا ٣: ١٢) وأيضاً ”لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي. فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ، فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كَلاَمِي؟».“ (يوحنا ٥: ٤٦-٤٧). إن المعنى الضمني واضح، إنه فشل في الإعتقاد بأن موسى قد لمَّح إلى أنَّ يسوع كان على خطأ، وكذلك أباه [الآب] السماوي. وإن كانت تعاليم يسوع الدنيويّة غير موثوقة، فكذلك هي تعاليمه السماوية التي تتمحور حول الخلاص والأبدية، إن هذه القضايا شديدة الخطورة وذات تأثير عظيم.

الخُلاصة

منذ أن تساءل آريوس عن لاهوت يسوع المسيح في القرن الرابع، واجهت الكنيسة تحدّيأت كبيرة فيما يتعلَّق بفهمها للكتاب المقدس على اعتباره كلمة الله المعصومة. إن التعاليم الأساسية، هي أن يسوع هو الإله المتجسِّد وأنَّ كُتَّاب الوحي المُقَدَّس كانوا مُساقين من الله [الروح القدس] ليدوّنوا كتاباتهم دون خطأ، وقد تعرَّضت لتحديات مماثلة من قبل هرطقات مُشابهة. منذ بداية عصر التنوير، وبالأخص منذ أن نشر داروين ”أصل الأنواع“، تضاعفت النظريات في محاولة لتحدّي الكنيسة واضعاف موقفها من عصمة الوحي الإلهي وسلطان الكتاب المُقَدَّس. إن تجربتي في الحوار مع الطبيب – الذي وصف يسوع بأنه ”يتكلم من المعرفة الثقافية المعاصرة لزمانه“ (خصوصاً فيما يتعلق بقصة الخلق والطُوفان) – قد قامت بتوصيل النقاط بعضها ببعض بالنسبة لي. لقد كان من الواضح فجأة أن النظر إلى الأحداث التي تكلم عنها يسوع كـ ”أسطورة“، جعلت منه ومن أباه السماوي مُدانَين بارتكاب الأخطاء, إن اتّهام يسوع أو الآب بتكييف [الألفاظ] (الذي يُعدُّ بمثابة خداع مُتَعَمَّد) أو عدم الدقّة الواقعية هو موقف مُجدِّف. فالكذب وعدم الدقة هما أمران مستحيلان بالنسبة لكائن فائق الكمال أخلاقياً الذي من صفاته أنه كلي المعرفة (بمعنى أنه كلي العلم).

إذاً، هل أتَّهِم كل مسيحيّ مُتَّخذ موقفاً مؤيَّداً للتطور/ عمر الأرض القديم بالتجديف المباشر على يسوع والله الآب؟ لا، فالحقيقة أن معظم المسيحيّين لا يقومون بالتوصيل بين النقاط عندما يُقحمون التطور والعمر الطويل للأرض في فهمهم للكتاب المُقَدَّس. ومع ذلك، فإن ما أقولُه هو أن نعزو الخطأ (وبالتالي) الباطل إلى يسوع والله هو تجديف. لا شكّ أن الجدل بين التطور والخلق لا يمثل قضيّة جانبية – فهو يتوجه إلى صميم لاهوت المسيح، إلى صميم برّ الله، وإلى صميم فهمنا للعصمة وسلطان الوحي المُقَدَّس. ببساطة، إن استعمال التطور والعمر القديم للأرض يُجبر الذين يحملون هذا الإعتقاد على القول، في الحقيقة، إنّ الله الآب وابنه إنما كانا على خطأ أو أنهما كذبا في الأمور التي تتعلق بالتاريخ، وهذا هو الوقوع في التجديف. إنّ الصِّلة بين التجديف والتطور والعمر القديم للأرض باتت واضحة الآن.

مراجع

  1. أنا لا أقترح أن المسيحيِّين الذين يتبنون وجهات النظر التطورية و/أو وجهات النظر القديمة ليسوا مُخَلَّصين. إلا أن هذه المسألة تختص بسلطان الوحي المُقدَّس، إن لم تكن دائماً مسأله تتعلق بالخلاص بشكل مباشر-انظر المقال بعنوان: هل يستطيع المسيحيون أن يؤمنوا بالتطور؟ عودة إلى النص.
  2. هذا هو الخلط بإهمال بين الأنواع بحسب التصنيف الحديث مع الأنواع بحسب الكتاب المقدس. علماً أن معظمها مخلوقات بحرية أو ميكروبات عودة إلى النص.
  3. هذه مغالطة، لأن نوع الكتابة في سفر التكوين ليس بشكل أمثال، إنما يتخذ شكل سرد تاريخي. إضافة إلى أن هذا مجرد افتراض يعتقد بأن أمثال السيد المسيح كانت غير تاريخيّة، فإنه من الممكن أن تكوون أحداث حقيقيّة، لكنها أُخبرت بطريقة أمثال لتوضيح الحقائق الروحيّة. عودة إلى النص.
  4. انظر رومية ٥: ١٩-١٢؛ ٨: ١٩-٢٣أ؛ ١كورنثوس ١٥: ٢١-٢٢٤٥-٤٧. يشير سفر التكوين إلى كل مافي أنفه نسمة حياة؛ حيث تُعتبر الحيوانات والكائنات الأعلى أحياء بحسب التعريف التوراتي [نفس الحيوان دمه، وبالتالي فالنفس الحيَّة هي التي فيها دم أيضاً]؛انظر المقال creation.com/nephesh-chayyah. عودة إلى النص.
  5. هذا لا يلغي وجود أسس تاريخية للأمثال. عودة إلى النص.
  6. انظر مقالة كتبتها مؤسسة بيولوغوس والتي تم حذفها في وقتٍ لاحق؛ لكن يمكن النظر إلى (discourse.biologos.org/t/how-human-was-jesus-was-he-omniscient/35976) عودة إلى النص.
  1. See the box by Jonathan Sarfati, ‘Theistic Evolution and the Kenotic Heresy’, in: Wieland, C., Jesus on the age of the earth, Creation 34(2):51–54, April 2012; creation.com/jesus-age-earth. عودة إلى النص.‏
  2. See the excellent discussion, ‘A Man of His time?’ in: Bell, P., Evolution and the Christian Faith, Day One Publications, pp. 59–96, 2018. عودة إلى النص.‏
  3. Chalke Talk 8 (04:06-04:16), www.youtube.com/watch?v=e0aGvt_znqA&t=184s عودة إلى النص.‏
  4. Chalke Talk 12 (02:58-03:43), www.youtube.com/watch?v=hY1bRmXTb-Q&t=146s عودة إلى النص.‏