Explore
Also Available in:

التكوين، قطعة اللغز المفقودة

بقلم: كالفن سميث ()
قام بالترجمة: Mina Francis

6154-crumbling-house
نُشرت بتاريخ 6 يناير، 2009. +10 بتوقيت جرينتش.

قد يتفق معظم قادة الكنائس على أن العالم الغربي يصبح ”أقل مسيحية“ عامًا بعد آخر.

وجهات النظر الشاملة عن الكون

إن الأمم التي بنيت قبلًا على أسس كتابية تراقب انهيار القيم الصالحة داخل ثقافتنا ويبدو أن المسيحيين عاجزون عن إيقافه. يُروج لوجهات النظر الشاملة عن الكون المتنافسة، مثل الإلحاد والإنسانية والشيوعية والعصر الجديد والمعتقدات الغيبية، بقوة عبر التعليم ووسائل الإعلام والتواصل المباشر مع الأطفال والكبار على حد سواء.

في ظل المناحي المتعددة التي يجب على الكنيسة التعامل معها، نحتاج أن نسأل أنفسنا، كيف يمكننا إحداث فرقًا؟ أين نكثف جهودنا؟ هل حدث هذا عن طريق الصدفة، أم أن هناك قضية أعمق؟ ينشغل قادة الكنيسة بالبرامج والمشورة ومثل هذه الأمور، لكن يبدو أن أمرًا ما قد فُقد. يبدو الأمر كلغز محير، والكنيسة لا تستطيع العثور على ”القطعة المفقودة“.

عندما تنهار الأشياء حولنا، لا بد لنا الرجوع إلى الأساسيات. بدون أساس قوي، سيتآكل الهيكل وينهار في النهاية. يقول المزمور ١١: ٣ ”إذا انقَلَبَتِ الأعمِدَةُ، فالصِّدّيقُ ماذا يَفعَلُ؟“ يجب أن تدفعنا هذه الآية إلى امتحان وفحص أُسُسنا، مما قد يقودنا نحو إدراك أفضل لسبب مجابهتنا للقضايا هكذا.

النظرة الشاملة للكون الإلحادية

ولكن قبل أن نتمعن في أُسُسنا الخاصة، فلنتطرق إلى وجهة النظر المناقضة تمامًا لوجهة النظر المسيحية الشاملة عن الكون، ألا وهي النظرة الإلحادية. الإلحاد يعني، بحكم التعريف، على نحو أساسي على أنه ”لا إله“. تقدم جميع وجهات النظر الشاملة حول الكون إجابات عن الأسئلة العميقة في الحياة مثل ”من أين أتينا؟“ كيف يفسر الملحدون أصولنا بدون الله؟ جوابهم هو التطور. هذا يمنحهم تفسيرًا لوجودنا بدون الله طبيعيًا. ما يلي مُلخصًا بما تتضمنه نظرية التطور الكبرى:

التطور الكوني

14417-cosmic-evolution

ظهر كل من الزمن والمادة والطاقة منذ مليارات السنين نتيجة ”للانفجار الكبير“، وعلى مدى مليارات السنين، تشكلت المجرات والنجوم والكواكب جميعها وحدها.

التطور الجيولوجي

تشكلت الأرض كجرم سماوي ذائب ملتهب، وفي النهاية هدأت الحرارة إلى درجة مناسبة لتتكثف المياه وتشكل المحيطات.

التطور الكيميائي

بعد مرور بعض الزمن، تكونت أول أشكال الحياة ذاتية التكاثر من مواد كيميائية غير حية.

التطور البيولوجي

على مدى ملايين السنين، أصبح هذا الكائن البسيط أكثر تعقيدًا عبر الطفرة الجينية والانتقاء الطبيعي، مما أنتج، في نهاية المطاف، جميع أشكال الحياة الكائنة، والتي كانت، على كوكبنا.

14417-human-evolution

التطور البشري

وفي نهاية المطاف، طورت المخلوقات الشبيهة بالقرود وظائف دماغية أعلى وعلى إثر ذلك تطور البشر مكونين مجتمعات وثقافات طورت بدورها قوانين وأديان ومؤسسات مثل الزواج. يشير المعتقدون بالتطور إلى العمود الجيولوجي والحفريات التي يحتوي عليها، على أنها ”دليل علمي“ لهذه العمليات.

الموت الحراري

ولأن الكون بأكمله يخضع لقوانين القصور الحراري (الإنتروبيا)، فإن المستقبل في النهاية سيكون ”الموت الحراري“، حيث لن تكون هناك طاقة متاحة. لن تكون هناك حياة، وربما ينهار كل شيء وتبدأ من جديد.

ما من أمل نهائي

تقول النظرة الشاملة للكون الإلحادية، بناءً على هذا التاريخ المفترض، لقد وُجدنا فجأة بدون ترتيب وتطورنا بعمليات عشوائية، وعليه ما من أمل نهائي في المستقبل. كما تصرح بعدم وجود مبادئ مطلقة أو أي أساس للأخلاق أو للمُثل الاجتماعية خارج ما يقرره كل إنسان بأنه حق لذاته.

6154-ark

أحيانًا يُحرف تقديم الإلحاد مقابل الربوبية كأنه ”العلم“ مقابل ”الإيمان“. هذا غير صحيح لأن التطور هو نظرة عالمية مستندة أيضًا إلى إيمان. في الواقع، لدى كل من معتنقي التطور والخليقيين الحقائق العلمية عينها لفحصها. فما من ملاحظة علمية يختلف حولها أي من الطرفين. لكن يختلف الخلقيون حول استنتاجات التطوريين، لأننا لا نوافق على افتراضاتهم المسبقة.

يعد الاختلاف الحقيقي حول تاريخ العالم الذي تعتقد بل تؤمن به كل جماعة. لماذا الإيمان به؟ لأننا لا نستطيع السفر إلى الماضي لرؤية تطور شكل الحياة الأولى أو مشاهدة الله وهو يخلق الكون. لذا فإن فهمنا لما حدث في الماضي يُقبل في النهاية بالإيمان. يمكننا استخدام الأساليب العلمية لمراقبة الأدلة في الوقت الحاضر، ومن ثم إجراء تقييمًا للتاريخ الأكثر واقعية الذي يدعمه هذا الدليل.

مفتاح اللغز هو أن المسيح مات من أجل خطايانا

يعتقد مسيحيون كثر بأن قضية الخلق والتطور تعد قضية جانبية ومجال لا يعود بالنفع للتركيز عليه. بالنسبة للكثيرين تبدو قضية مسببة للانقسام وغير مرتبطة بإعلان الإنجيل.

لمعرفة ما إذا كانت هذه مشكلة جانبية أم لا، لننتقل إلى جوهر تعليم جميع الكنائس الإنجيلية تقريبًا. يوافق كل مسيحي تقريبًا على أن الجزء الرئيسي من النظرة المسيحية الشاملة للكون هو مخلصنا الرب يسوع المسيح. يقول الكتاب المقدس أن الرب يسوع صار ”آدم الأخير“ ومات على الصليب من أجل خطايا العالم ودفع ثمن العقوبة التي نستحقها، كي لا نعاقب في يوم الدينونة بالانفصال الأبدي عن الله في الجحيم.

14417-virgin-birth

الميلاد العذراوي

ظهرت تقاليد مثل عيد الميلاد من حدث ميلاد الرب يسوع الذي أنبئ به في العهد القديم. ولد السيد المسيح ”من عذراء“، ابنًا الله بلا خطيئة كامل في كل شيء حتى أنه كان قادرًا على حمل خطايا العالم بوصفه الذبيحة الوحيدة بلا عيب.

القيامة

أحد القيامة هو الاحتفال بقيامة الرب يسوع، الذي تعد راية انتصاره على الخطية والموت. أقر الرب يسوع بالعلاقة بين هذه الأحداث، ”الأرضية“ الحاضرة والسماوية المستقبلية، المتعلقة بالحقائق الروحية عندما تحدث إلى نيقوديموس عن ولادته ثانيةً.

حين قال ”إنْ كُنتُ قُلتُ لكُمُ الأرضيّاتِ ولَستُمْ تؤمِنونَ، فكيفَ تؤمِنونَ إنْ قُلتُ لكُمُ السماويّاتِ؟“ (يوحنا ٣: ١٢). يوضح الكتاب المقدس أنه إذا لم تحدث هذه الأحداث فعليًا، فإننا سنقبع هالكين في خطايانا وسيبطل إيماننا وسنكون أكثر من يُشفق عليهم.

لكن لماذا كان الصلب ضروريًا؟ لماذا مات يسوع هذه الميته الشنيعة؟ لفهم هذا، لا بد أن نعود أدراجنا إلى أسس إيماننا المتجذرة في العهد القديم. أقر يسوع بسلطان العهد القديم في كل مرة قال فيها ”مكتوب …“ أو ”أما قَرأتُمْ …“

يقدم لنا سفر التكوين فهمًا واضحًا لسبب مجيء الرب يسوع. كان لإصلاح المشكلة الناجمة عن رأس الجنس البشري، آدم الأول.

الخلق

يصف الكتاب المقدس خلق الله لعالم وجنة مثاليين حيث كل شيء كان ”حسن جدًا“. يقول سفر التكوين ١: ٢٩ أن الإنسان والحيوان أكلا النباتات (من وجود لآكلي اللحوم) وبالتالي لم يكن من وجود لسفك الدماء. لم يكن وجودًا لخطية أو فساد أو موت.

السقوط

14417-the-fall

أوصى الله آدم بألا يأكل من ثمرة شجرة معرفة الخير والشر، وقال له أن الموت سيكون النتيجة إذا فعل ذلك. للأسف، اختار آدم تنفيذ إرادته الحرة في تمرد واضح ضد الله.

ونتيجة لذلك، لعن الله الأرض، وذاق العالم المعاناة والموت. ولأن آدم كان رأس الجنس البشري فقد ورَّث طبيعته إلى ذريته جمعاء. تقول رومية ٥: ١٢ ”مِنْ أجلِ ذلكَ كأنَّما بإنسانٍ واحِدٍ دَخَلَتِ الخَطيَّةُ إلَى العالَمِ، وبالخَطيَّةِ الموتُ، وهكذا اجتازَ الموتُ إلَى جميعِ النّاسِ، إذ أخطأَ الجميعُ …“

إن البشرية الآن منفصلة عن الله، فلم يقع عليها الموت جسديًا فحسب، بل روحيًا أيضًا.

الدينونة

في الإصحاح السادس من سفر التكوين نقرأ كيف أدان الله الأشرار بطوفان عالمي ”… فتغَطَّتْ جميعُ الجِبالِ الشّامِخَةِ الّتي تحتَ كُلِّ السماءِ“ (تكوين ١٩:٧). أوُقعت هذه الدينونة خصيصًا لتدمير كل ما يعيش على الأرض، باستثناء نوح البار وعائلته وأعداد تمثيلية من الدواب والطيور كانوا داخل الفلك العظيم. وهذا تفسير مثالي لسبب وجود سجل للحفريات، المليارات من الكائنات المدفونة في الصخور الرسوبية في جميع أنحاء الأرض، وآثارها.

هذا يتطابق مع الدينونة الآتية المعروضة في 2 بطرس 3: 6 و 7: ”اللَّواتي بهِنَّ العالَمُ الكائنُ حينَئذٍ فاضَ علَيهِ الماءُ فهَلكَ. وأمّا السماواتُ والأرضُ الكائنَةُ الآنَ، فهي مَخزونَةٌ بتِلكَ الكلِمَةِ عَينِها، مَحفوظَةً للنّارِ إلَى يومِ الدّينِ وهَلاكِ النّاسِ الفُجّارِ“.

الناموس

بعد هذا أقام الله الناموس من خلال موسى ، الذي عرفهم الصواب من الخطأ والنواميس المدنية. والأكثر أهمية أنه أظهر استحالة وصول البشرية إلى مقياس الله، وأن ”إذ الجميعُ أخطأوا وأعوَزَهُمْ مَجدُ اللهِ“ (رومية ٣: ٢٣). ويقول بولس أيضًا: ”… لَمْ أعرِفِ الخَطيَّةَ إلّا بالنّاموسِ“ (رومية ٧: ٧). تقود معرفة الخطيئة والدينونة البشر إلى طلب الرحمة عند صليب المسيح.

الاسترداد

14417-restoration

إن الرجاء المبارك للكتاب المقدس هو ميعاد، عقب دينونة الله الآتية، استرداد الله للأرض إلى الطريق الذي كانت عليه منذ البدء بعيدة كل البعد عن ما يتعلق بالخطية والموت. ”… والموتُ لا يكونُ في ما بَعدُ، ولا يكونُ حُزنٌ ولا صُراخٌ ولا وجَعٌ في ما بَعدُ …“ (رؤيا ٢١: ٤) سنرتدي أجسام جديدة لا تفسد. سيُخرب العدو الأخير، أي الموت…

معرفة تأسيسية — قوة مُغيرة — رجاء مبارك

يعد كل من الكمال والفساد والدينونة والخلاص والاسترداد ”الصورة الكاملة“ لتاريخ العالم والبشرية كما قدمتها وقبلتها الكنيسة المسيحية منذ حوالي ثمان مائة سنة الآن. وحتى قبل نحو مائتي عام في العالم الغربي، حين كان معظم غير المسيحيين يقبلون هذا التاريخ. إذًا ما الذي تغير؟ هل لهذا أي صلة بالمعارك التي تواجها الكنيسة؟

منذ حوالي مائتي عام، بدأ مفهوم ”ملايين السنين“ يكتسب شعبية عندما فسر البعضُ سبب الصخور والحفريات، بأنه ليس نتيجة لطوفان نوح، بل سجلًا لتاريخ من ملايين السنين. مهدت فكرة عصرسحيق ما قبل التاريخ ”قابع“ داخل الصخور، الطريق لنظرية التطور لداروين، الذي تحتاج عملياته المتدرجة البطيئة إلى عصورلتحقيقه، والتي قدمتها الجيولوجيا ”السحيقة“.

واليوم، تروج جميع مؤسسات التعليم العامة تقريبًا نظرية التاريخ السحيق للعالم. تبنى مسيحيون كُثر أجزاء من هذا ”التاريخ“ وحاولوا التوفيق بينه وبين الكتاب المقدس. يتساءل الكثيرون عما إذا كان الله قد استخدم التطور، أو إذا كانت ملايين السنين من العمليات التطورية متوافقة مع تعليم الكتاب المقدس. يشعر البعض بأن العلم والدين مجالان منفصلان للتفكير، وأن الكتاب المقدس ليس له صلة بالعالم الحقيقي. يعتقد الكثيرون أنها مجرد معضلة جانبية.

وجهات نظر شاملة للكون، متناقضة

14417-worldviews

لننظر إلى أحد جوانب القصة التطورية، ونرى كيف تؤثر على اللاهوت المسيحي. قد لا يؤمن مسيحيون كثيرون بتطور الحيوانات والإنسان في حد ذاته، لكن يؤمنون بتاريخ من ملايين السنين للأرض. لكن تبرز فكرة ملايين السنين من تأريخ الطبقات الصخرية الرسوبية في جميع أنحاء العالم، والتي يفترض أنها ترسبت ببطء وتحتوي على أحافير.

أين تُمَوضِع نظرية ”ملايين السنين“؟

عمليًا لن يحاول أحد أن يموضع نظرية ملايين السنين هذه لتتبع قصة آدم وحواء. يحاولون إلصاقها داخل الكتاب المقدس قبل خلق آدم وحواء. ولكن إذا كان هذا صحيحًا، لا بد أن نرتب سجل الحفريات الذي بعد سجلًا لكل ما فنى! لقد اكتشف علماء الحفريات داخل السجل الأحفوري نشاطًا لآكلي لحوم وأورامًا سرطانية وأشواكًا.

الموت قبل الخطية

14417-eden-on-bones-cartoon

هذا له آثار لاهوتية بالغة. عندما نقبل نظرية ملايين السنين، نقول إن هناك ملايين السنين من الموت والمرض وسفك الدماء قبل خطية آدم. لكن هذا يناقض التعاليم الواضحة للكتاب المقدس حيث أعلن الله أن عمل خلقه الكامل ”جيد جًدا“، ووقع الموت إثر خطية آدم.

عندما نُقحم نظرية ملايين السنين داخل الكتاب المقدس هكذا، تصبح أجزاء من الكتاب المقدس بلا معنى بشكل مباشر، مثل رومية ٦: ٢٣ ”… لأنَّ أُجرَةَ الخَطيَّةِ هي موتٌ …“ فإذا وقع الموت قبل خطية آدم، فما هي أجرة الخطية؟ رومية ٥: ١٢ ”… بإنسانٍ واحِدٍ دَخَلَتِ الخَطيَّةُ إلَى العالَمِ، وبالخَطيَّةِ الموتُ ….“ من المستحيل وقوع الموت بسبب خطية آدم إذا قد كان واقعًا بالفعل. العبرانيين ٩: ٢٢ ”… وبدونِ سفكِ دَمٍ لا تحصُلُ مَغفِرَةٌ! … ما الذي يجب أن يفعله سفك الدم لمغفرة الخطية إذا كان سفك الدم يحدث منذ ملايين السنين؟

هذا يؤثر في الإنجيل

6154-resurection-puzzle

يؤثر هذا في رسالة الإنجيل مباشرة، لأن يسوع أُُرسل لسداد الدين الذي جلبته خطية آدم. مات يسوع كإنسان وسُفك دمه وانتصر على الخطية والموت ووعد بالمجيء مرة أخرى واسترداد العالم إلى حالته الأولى“. إذا كان قد حدث سفك دمًا منذ ملايين السنين قبل خطية الإنسان، فما الذي يسترده الله إلى العالم في المستقبل؟

إذا كان العالم تكون حقاً منذ ملايين السنين، فإن قصة الخلق تبدو كأسطورة لا تاريخ، لكن هذا لا يتفق مع تعاليم يسوع. لقد أقر وصدق مباشرة، وحذر من عدم الإيمان، على كتابات موسى في يوحنا ٥: ٤٦–٤٧ حين قال: ”لأنَّكُمْ لو كنتُم تُصَدِّقونَ موسَى لكُنتُمْ تُصَدِّقونَني، لأنَّهُ هو كتَبَ عَنّي. فإنْ كنتُم لَستُمْ تُصَدِّقونَ كُتُبَ ذاكَ، فكيفَ تُصَدِّقونَ كلامي؟“

ينكر معظم غير المؤمنين اليوم كتابات موسى ويرفضون تعليم المسيح. يُنظر إلى الخلق بوجهات نظر تطورية، حيث أن الخطيئة ”أمر ممتع“، ولم يعد الناموس متعلقًا ”بالصواب والخطأ“ بل ما تقرره أنت. وتكاد تكون حادثة الطوفان العالمي مرفوضة عالميًا.

بالنسبة للمسيحيين، يعد إنكار كتابات موسى لكن التمسك بتعاليم يسوع، تفكيرًا متناقضًا. للأسف، يبدو أن الملحدين يفهمون هذه التناقضات أكثر من معظم المسيحيين، ويستفيدون منها عندما يحاولون تقويض النظرة المسيحية الشاملة للكون والترويج لنظرتهم. انظر إلى الاقتباس التالي من الملحد ريتشارد بوزارث من عدد شباط/فبراير 1978 من مجلة الملحد الأمريكي (American Atheist):

”من الجلي الآن أن الدافع الأوحد لحياة يسوع وموته مبني على حقيقة آدم وأكله مع حواء من الثمرة المُحرمة. بدون الخطيئة الأصلية، من يحتاج إلى فداء؟ دون سقوط آدم في حياة خطيئة مستمرة تنتهي من الموت، ما الهدف هنا من المسيحية؟ لا شيء. ما يعنيه كل ذلك، أن المسيحية لا يمكنها تجاهل قصة الخلق في سفر التكوين … فالمسيحية تكافح من أجل بقائها.“

ليست قضية جانبية

بعيدًا عن كونها قضية جانبية، فإن النقاش حول الخلق والتطور في مقدمة الهجوم على النظرة الشاملة للكون المسيحية. تأسست ”خدمات الخلق الدولية“ (Creation Ministries International) لمساعدة الرعاة وقادة الكنائس على إعداد كنائسهم في هذا المجال الحيوي عن الأصول من منظور يمجد الله أي ”الكتاب المقدس أولاً“.

لدى معظم المسيحيين تساؤلات حول العلم والكتاب المقدس، ويصارع كثيرون مع إيمانهم بسبب هذه الأسئلة. قد تكون الشهادة صعبة، لأن العالم يطرح أسئلة صعبة في هذه المجالات، ويشعر مسيحيون كُثر بأنهم غير مُعدين للإجابة. في أحيان كثيرة، يصعب مشاركة إنجيل المسيح بسبب الأسئلة التي تُطرح من أسفار موسى.

ماذا عن الديناصورات؟ من أين أتى قايين بزوجته؟ كيف تعرف بوجود إله؟ ماذا عن التطور؟ هل استطاع نوح إدخال جميع الحيوانات إلى الفلك؟ هل كان الطوفان عالميًا؟ ماذا عن أساليب التأريخ؟

إعداد الكنيسة

يقبل الخبراء المتحدثون ”بخدمات الخلق الدولية“ (Creation Ministries International)، كثير منهم علماء حاصلين على الدكتوراه في تخصاصتهم، دعوات الكنائس لتقديم إجابات لهذه الأسئلة والعديد من الأسئلة الأخرى بطريقة مهنية غير تصادمية، بالاستناد الكامل إلى سلطة الكتاب المقدس.

يمكنهم توضيح العديد من الأمثلة لكنيستك عن كيف يدعم العلم ما يقوله الكتاب المقدس في سفر التكوين. تتسم المحاضرات أو الاجتماعات بقصرها مع الاعتماد على تقنية الرسومات على برنامج باور بوينت (PowerPoint) التي تجذب انتباه الصغير والكبير.

من الشهادات التي تلقيناها على مدى أكثر من 30 سنة من الخدمة، أن الأسلوب يتطور. فبعد الاجتماعات تتحمس الكنيسة لكلمة الله، ويرون أنه يمكن الدفاع عنها منطقياً، والبدء بالشهادة بجرأة أقوى.

 إن كنت مهتمًا بترتيب ميعاد مع أحد متحدثينا1، أو طلب المزيد من المعلومات يرجى الاتصال بنا أو مراسلاتنا على events@creation.info.

مراجع

  1. تُظهر محاضرات واجتماعات متحدثينا في ”خدمات الخلق الدولية“ (Creation Ministries International) أن هناك إجابات مباشرة على الاعتراضات والاستفسارات الشائعة المتعلقة بقضية الخلق والتطور والتي تعد من أكثرها شيوعًا على الإيمان بالمسيح. لمزيد من المعلومات، انظر أسفل ”خدمة التحدث والتوجيه“ في صفحة ما نقوم به. عودة إلى النص. عودة إلى النص.