Explore
Also Available in:

خطوات الثعلب الرائعة والبعيدة المدى

بقلم: Philip Robinson
قام بالترجمة: reasonofhope.com) Jack Kazanjyan)

Photo: Elise Stroemseng/Norwegian Polar Institutefoxtrot

قامت مجموعة من الباحثين في المعهد النرويجيّ القُطبي بتعقب رحلة ثعلب قطبي (Vulpes lagopus) امتدت عبر ثلاثة بلدان وقارّتين في مدة ستة وسبعين يوماً فقط. تم تجهيز أُنثى الثعلب، التي هي من فصيلة الثعالب الزرقاء المنتشرة في المناطق الساحلية، بطوق تتبع للموقع عن طريق الأقمار الصناعية قبل أن تُتِمَّ عامها الأول. لاحقاً، تمَّ تتبع تحركاتها في الفترة الممتدة من الأول من آذار/مارس وحتى الأول من تموز/يوليو من العام ٢٠١٨، والتي غطت مسافةً اجمالية مجموعها ٤،٤١٥ كم (٢،٧٤٣ ميل)، وكانت مسافة خط النظر بين نقطتي البداية والنهاية ١،٧٨٩ كم (١١١١ ميل).

غادرت أنثى الثعلب مدينة سبيتسبيرجِن النرويجيّة في السادس والعشرين من شهر آذار/مارس ٢٠١٨، عبرت من غرينلاند ووصلت إلى جزيرة إيليسمير وكندا خلال ستة وسبعين يوماً وذلك في العاشر من حزيران/يونيو. لقد تحركت بسرعة وسطية تبلغ ٤٦،٣ كم في اليوم الواحد (٢٩ ميل/اليوم)، وكان أعلى معدل سرعة مسجل لها يبلغ ١٥٥ كم/اليوم (٩٦ ميل/اليوم)- وهو بشكل مطلق، المعدل الأسرع الذي تم تسجيله لهذا النوع من الثعالب.

”كان الثعلب يسافر بسرعة كبيرة، ولم يكن الباحثون قادرون على تصديق الأمر في البداية. اعتقدت إحدى الباحثات وهي إيڤا فوجلي، أنَّ الثعلب ربما يكون قد قُتِل ووُضِع على متن أحد القوارب“.1

تُشكِّل كتل الجليد البحرية جسوراً تصل إلى مناطق القطب الشمالي بشكل موسمي، وهو الأمر الذي يوفر إمكانية القيام بهذه الرحلة الطويلة. انخفضت سرعة الثعلب في مناسبتين إلى مادون ١٠ كم/اليوم (٦ ميل/يوم)، وهو ما ”قد يُعزى إلى وجود حواجز مادية على الجليد البحري أو سوء الأحوال الجوية أو العثور على مصدر للغذاء“.2

14998-map

رحلة الثعلب القطبي وإعادة ملئ الأرض

تشكل هذه الهجرة المذهلة الممتدة عبر القارات استعراضاً رائعاً لمدى وسرعة انتقال الحيوانات في ظل الظروف المناسبة. بعد أن استقرَّ فلك نوح على جبال أرارات، انتشرت الحيوانات الموجودة على متنه في جميع أرجاء العالم.

من غير المحتمل أن تكون الأزواج الأصلية قد قامت بمثل هذه الرحلات الطويلة. إنما من الممكن أن تكون قد تقدمت (انتشرت) بشكل تدريجيّ - التكاثر [في منطقة] والإنتقال [إلى أُخرى].3 إلا أن جميع الهجرات التي تمت في القرون الأولى بعد الطوفان كانت قد حصلت على التسهيلات نتيجةً للظروف التي توفَّرَت من خلال العصر الجليدي [المرافق]. ساعدت الصفائح الجليدية على بناء جسور في مناطق معينة، والأهم من ذلك هو أنَّ مستوى البحر كان قد انخفض بشكل كبير، وهو الأمر الذي أدى إلى انكشاف المعابر الأرضية. كان من شأن هذا الأمر أن يساعد الحيوانات على إعادة الاستيطان في الكوكب.

مراجع

  1. Bharti, B., An Arctic fox walked from Norway to Canada in just 76 days. That’s 3,500 km, three countries and two continents, nationalpost.com, 2 Jul 2019. عودة إلى النص.
  2. Fuglei, E., & Tarroux, A., Artic fox dispersal from Svalbard to Canada: one female’s long run across sea ice, Polar Research 38: 3512, 2019. عودة إلى النص.
  3. Robinson, P., The red blanket, Creation 40(3):12–13. عودة إلى النص.